السبت, أغسطس 9, 2025
بث ...تجريبي
الرئيسيةالاخباراخبار عالميةبعد ضرب القاعدة الأمريكية بقطر.. إيران توجه الضرب لمن ؟

بعد ضرب القاعدة الأمريكية بقطر.. إيران توجه الضرب لمن ؟

في تطور خطير وغير مسبوق، أعلنت مصادر استخباراتية أن إيران نفّذت هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيّرة استهدف منشآت داخل قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وتعد هذه الضربة تحوّلاً نوعياً في الصراع المتصاعد بين واشنطن وطهران، واحتجاجا على ضربها لمواقع البرنامج النواووي الإيراني ،وتنذر بإشعال مواجهة مفتوحة قد تشمل عموم المنطقة. وفي ضوء هذا التصعيد، تسلط الأضواء مجدداً على خارطة الانتشار العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، حيث تنشر الولايات المتحدة آلاف الجنود في قواعد عسكرية استراتيجية، تحت إشراف القيادة العسكرية الوسطى (CENTCOM)، للقيام بمهام تتراوح بين محاربة الإرهاب واحتواء النفوذ الإيراني وحماية المصالح الأميركية في الخليج. البحرين – قاعدة الأسطول الخامس تُعتبر البحرين نقطة الارتكاز البحرية الأهم للولايات المتحدة في الخليج العربي. منذ عام 1948، تستخدم البحرية الأميركية ميناء البحرين كمقر دائم، وقد أصبح لاحقاً موطناً لقاعدة الأسطول الخامس ومقر القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية في المنطقة. يمتاز الميناء العميق في البحرين بقدرته على استقبال حاملات الطائرات والمدمرات، وتنتشر فيه سفن دعم لوجستي، وكاسحات ألغام، وزوارق دورية تابعة لخفر السواحل الأميركي، وتُعد البحرين منصة عمليات بحرية ضد تهديدات إيران في مضيق هرمز والخليج. قطر – قاعدة العديد الجوية تُعد قاعدة العديد الجوية في قطر أبرز قاعدة أميركية في المنطقة من حيث الحجم والمهام، وتستضيف أكثر من 8,000 جندي أميركي، بالإضافة إلى مركز قيادة متكامل للعمليات الجوية المشتركة الخاصة بالقيادة الوسطى. تضم القاعدة سرب الطيران 379، الذي يشرف على عمليات النقل الجوي، والتزود بالوقود، والمراقبة الجوية، والاستطلاع، بالإضافة إلى وحدات للإخلاء الطبي الجوي. وتنتشر في القاعدة مقاتلات F-15 وF-22، وطائرات MQ-9 المسيّرة. ومن هنا تُدار أغلب العمليات الجوية ضد تنظيم "داعش" والحوثيين، إضافة إلى ردع النفوذ الإيراني. الهجوم الإيراني الأخير على القاعدة – بحسب مصادر عسكرية – ألحق أضرارًا محدودة بمنشآت الدعم اللوجستي، دون وقوع إصابات، لكن الرسالة كانت واضحة: "جميع القواعد الأميركية في مرمى النيران". الكويت – العمق اللوجستي تعتبر الكويت بمثابة العمق الاستراتيجي للوجود الأميركي في الخليج. حيث تستضيف معسكر عريفجان، أحد المراكز اللوجستية الكبرى التابعة للقيادة الوسطى. كما يتمركز في الكويت آلاف الجنود الأميركيين إلى جانب مستودعات ضخمة للأسلحة والمركبات. وتُعد قاعدة علي السالم الجوية مركز النقل الجوي الأساسي في المنطقة، حيث تشغلها قوة المهام الجوية 386. وتنتشر فيها طائرات شحن ضخمة ومسيّرات MQ-9، وتُستخدم القاعدة لدعم العمليات في العراق وسوريا. العراق – عين الأسد وأربيل ينتشر نحو 2,500 جندي أميركي في العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش". ومن أبرز القواعد هناك قاعدة عين الأسد الجوية غرب البلاد، وقاعدة أربيل شمالاً. رغم النفوذ الإيراني الكبير في العراق، فإن الحكومة العراقية ما زالت شريكاً للولايات المتحدة، وهناك اتفاق على انسحاب تدريجي للقوات. وتعرضت هذه القواعد مراراً لهجمات صاروخية من ميليشيات مدعومة من إيران، خاصة بعد الحرب على غزة أواخر 2023، وردت عليها واشنطن بضربات محددة. سوريا – وجود محدود ومؤثر تنتشر القوات الأميركية في سوريا منذ سنوات ضمن عمليات التحالف الدولي. وتتركز بشكل خاص في مناطق شمال شرق سوريا، حيث تسيطر على قواعد عسكرية صغيرة ومتفرقة. وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت في أبريل الماضي أنها تخطط لخفض عدد القوات في سوريا إلى أقل من ألف جندي، رغم استمرار التهديدات من جماعات متطرفة. الإمارات – قاعدة الظفرة الجوية تستضيف الإمارات قاعدة الظفرة الجوية، مقر قوة المهام الجوية الأميركية 380. وتضم القاعدة أسراباً من الطائرات الحربية والمسيّرات، بالإضافة إلى مركز تدريب متخصص في الدفاع الجوي والصاروخي. الإمارات شريك رئيسي للولايات المتحدة، لكنّها، كما تشير تقارير، تفرض قيودًا على استخدام القاعدة في أي هجمات مباشرة على إيران، ما يعكس طبيعة التوازنات الدقيقة في الخليج. لكن مع تصاعد التوترات إثر ضرب إيران قاعدة العديد الجوية في قطر، يتّضح مدى أهمية هذه القواعد العسكرية في المعادلة الأمنية بالشرق الأوسط. فكل قاعدة تمثل حلقة حيوية في سلسلة ممتدة من الردع والجاهزية الأميركية، لكنها أيضاً عرضة للتهديدات المتزايدة. ويبقى السؤال الآن: هل ستواصل واشنطن الاعتماد على هذه القواعد في عملياتها، أم أن ضربة إيران ستدفع نحو إعادة النظر في تموضع القوات الأميركية بالمنطقة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.
كتب بقلم
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

احدث التعليقات

الأكثر قراءة