السبت, أغسطس 9, 2025
بث ...تجريبي
الرئيسيةاخبار محافظاتدمياط تشهد انطلاقة واعدة لمشروع صالون ثقافي وفكري بقيادة الدكتور محمود العوضي

دمياط تشهد انطلاقة واعدة لمشروع صالون ثقافي وفكري بقيادة الدكتور محمود العوضي

في خطوة تهدف إلى إنعاش المشهد الثقافي بمحافظة دمياط، عُقدت جلسة تشاورية مساء الاثنين بمدينة رأس البر، لمناقشة إطلاق مشروع صالون ثقافي وفكري جديد، تحت إشراف ورعاية الدكتور محمود العوضي، يأتي هذا الصالون المرتقب كمنصة للنقاش وتبادل الرؤى والأفكار بين مثقفي المحافظة، سعيًا لإحياء الحياة الثقافية ومواكبة قضايا المجتمع وهمومه الفكرية. افتتح الدكتور العوضي اللقاء بالحديث عن أهداف المشروع ورؤيته المستقبلية، مشيرًا إلى أن نشر الثقافة والوعي في دمياط أصبح ضرورة في ظل ما وصفه بـ"الظروف السلبية"، مثل إغلاق قصر الثقافة وهدم المسرح القومي. وشدد على أهمية التصدي لمحاولات سحب الريادة الثقافية من مصر، معتبرًا أن الصالون يأتي لإعادة الاعتبار للفكر والأدب والفنون الرفيعة. وتنوعت مداخلات المشاركين، حيث تناول الإعلامي مجدي سبلة دور الصالون التنويري في مواجهة الثقافة السطحية، وناقش أثر الوسائط الرقمية على تراجع مكانة الكلمة المكتوبة. بينما استعرض القاص حلمي ياسين تجربته مع مشروع جمع التراث اللامادي لصالح اليونسكو، وكيف انعكست تلك التجربة على أعماله التسجيلية حول التراث الدمياطي. الروائي فكري داود تحدث عن تجربته في توثيق التحولات الاجتماعية في قريته السوالم، مشيرًا إلى أن الصالون يمكن أن يسهم في ترسيخ الهوية الثقافية، بشرط أن يحافظ الكاتب على استقلاليته ورؤيته الخاصة. أما الشاعر والقاص سيف علي بدوي، فطرح عدة أفكار، منها إطلاق جوائز ومسابقات ثقافية، بالإضافة إلى رصد الأنشطة التي تستهدف تغييب الشخصية المصرية. من جانبها، عبرت الكاتبة دعاء زيان عن قلقها من تأثير الموبايل وثقافة السوشيال ميديا على الأجيال الجديدة، موضحة أن مجموعتها القصصية "ربع أنف ونصف أذن" طرحت قضايا المرأة في هذا السياق، وهي بصدد إصدار مجموعة جديدة تتابع فيها قضايا أخرى. كما قُدم الكاتب السيد محمد سليمان، المحامي والروائي من قرية شرباص، الذي عرض تجربته البحثية حول الجهل، مستندًا إلى القرآن الكريم وكتب التفسير، مشيرًا إلى صدور روايتين له، أبرزها "أنا التي..." التي تناولت العلاقات الأسرية. وألقى الكاتب محمد فوزي فلفلة قصائد شعرية ساخرة، وتحدث عن أهمية الصالونات الثقافية في مواجهة محاولات تقزيم دور مصر العربي في الآداب والفنون، فيما سلطت الأستاذة أسماء المصري الضوء على الفجوة بين متطلبات سوق العمل الحديثة في دمياط الجديدة، وقصور التأهيل لدى الشباب، مؤكدة على دور قصر الثقافة الذي كان بوابتها الأولى نحو العمل الثقافي. وفي مداخلة ثانية، أشار مجدي سبلة إلى أزمة تراجع دور المطبوعات الورقية، داعيًا لوعي أعمق بالتحديات المعاصرة، فيما أبدى أحد الحضور ملاحظة حول ضعف البنية البحثية في معظم الجامعات المصرية. أما الكاتب سمير الفيل، فقد ختم بكلمة مؤثرة حول شقيمة دمياط التاريخية والثقافية، مستعرضًا أسماء بارزة من أبناء المحافظة أثْرَوا الفكر المصري، أمثال الدكتور زكي نجيب محمود، والدكتور عبدالرحمن بدوي، والدكتور شوقي ضيف، والروائي صبري موسى، والكاتبة لطيفة الزيات، والشاعر طاهر أبو فاشا. كما أشار إلى دور الفريق مدكور أبو العز في معركة المنصورة الجوية، مؤكدًا أن أبناء دمياط قادرون على تحقيق الحلم الثقافي إذا وُجد الإصرار والتخطيط. شهدت الجلسة حضورًا متنوعًا ضم أكاديميين، فنانين، سياسيين، معلمين، أطباء، ومهندسين، جميعهم قدموا رؤى عملية لتفعيل الصالون، وأجمعوا على أهمية الانفتاح على علوم المستقبل واستضافة رموز ناجحة في كافة المجالات، مع تخصيص مساحة داخل الصالون لمناقشة قضايا الساعة. وفي ختام اللقاء، أعلن الدكتور محمود العوضي أن الصالون سيتضمن قسمًا للعمل الثقافي وآخر للبحث الفكري، مؤكدًا عقد جلسة جديدة قبل إطلاق الصالون رسميًا. صالون دمياط الثقافي مشروع واعد يعكس طموح أبناء المحافظة في استعادة الدور الريادي للثقافة والفكر في بناء الإنسان والمجتمع.
كتب بقلم
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

احدث التعليقات

الأكثر قراءة