روائع المتحف المصري: كنوز تل العمارنة وتاريخ ممتد من ما قبل التاريخ حتى العصر الروماني
يُعد المتحف المصري بالقاهرة أحد أهم وأغنى المتاحف الأثرية في العالم، حيث يضم بين جدرانه مجموعة متنوعة من الكنوز الأثرية التي تروي قصة الحضارة المصرية القديمة عبر آلاف السنين. ومن بين أبرز مقتنياته مجموعة آثار تل العمارنة، وخاصة تلك الخاصة بالملك أخناتون، التي تم العثور عليها في العاصمة التي أنشأها في موقع "أخيتاتون" بتل العمارنة، وهي المنطقة الواقعة بمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، على بُعد نحو 60 كم جنوب شرق مدينة المنيا.
اختار الملك أخناتون هذه المنطقة لإقامة عاصمته الدينية والسياسية، بمشاركة زوجته الملكة نفرتيتي، لتكون مركزًا لعبادة الإله آتون، الذي صُوِّر على هيئة قرص شمس تخرج منه أشعة تنتهي بأيدٍ تمنح الحياة. وقد تميزت تلك الحقبة بظهور أول مدرسة للفن الواقعي، عُرفت عالميًا باسم "فن العمارنة"، حيث منح أخناتون الفنانين حرية التعبير عن أنفسهم وما يحيط بهم، فنتج عن ذلك أعمال فنية فريدة تُجسّد ملامح الحياة اليومية بواقعية غير مسبوقة في الفن المصري القديم.
يتألف المتحف المصري من طابقين رئيسيين: خُصص الطابق الأرضي للقطع الأثرية الضخمة مثل التماثيل الحجرية، التوابيت، اللوحات، والنقوش الجدارية، بينما يحتضن الطابق العلوي الآثار الأخف وزنًا، مثل المخطوطات، تماثيل الأرباب، المومياوات الملكية، وأدوات الحياة اليومية، إلى جانب منحوتات غير مكتملة وتماثيل وأوانٍ تعود إلى العصرين اليوناني والروماني، بالإضافة إلى المقتنيات المرتبطة بمعتقدات المصريين عن الحياة الأخرى.
ومن بين الكنوز الأثرية المحفوظة في المتحف، تبرز مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة، إلى جانب عدد كبير من القطع التي تعود إلى مختلف العصور، مثل:
أوانٍ فخارية من عصور ما قبل التاريخ
صلاية نعرمر التي تؤرخ لتوحيد القطرين
تمثال الملك خع سخم من الأسرة الثانية
تمثال الملك زوسر من الأسرة الثالثة
تماثيل ملوك الأسرة الرابعة: خوفو، خفرع، ومنكاورع
تمثال كاعبر، وتماثيل الخدم من الأسرة الخامسة
تمثال القزم سنب من الأسرة السادسة
تمثال منتوحتب الثاني من الأسرة الحادية عشرة
تماثيل أمنمحات الأول والثاني والثالث من الأسرة الثانية عشرة
تمثال "الكا" للملك حور من الأسرة الثالثة عشرة
تماثيل حتشبسوت وتحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة
مجموعة توت عنخ آمون وكنوز تانيس
ومجموعة كبيرة من المومياوات الملكية من عصور متعددة
يذكر أن المتحف المصري لا يضم فقط آثارًا صامتة، بل يحمل في طياته قصة حضارة عظيمة تمتد من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالعصر الفرعوني، وحتى الحقبتين اليونانية والرومانية، وهو بمثابة سجل حي لذاكرة مصر الثقافية والإنسانية.
كتب بقلم