الجمعة, أغسطس 8, 2025
بث ...تجريبي
الرئيسيةمنوعاتفي ذكرى ميلاد العندليب عبد الحليم حافظ.. نجم لا يغيب عن سماء...

في ذكرى ميلاد العندليب عبد الحليم حافظ.. نجم لا يغيب عن سماء الفن العربي

تحل اليوم ذكرى ميلاد العندليب الأسمر، عبد الحليم حافظ، أحد أعمدة الطرب العربي الحديث، وصوت الحب والثورة والحلم... وُلد في 21 يونيو 1929 بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية، ورحل عن عالمنا في ربيع عام 1977، إلا أن صوته لا يزال حيًا في وجدان الملايين، يحلّق في سماء الموسيقى العربية كلما نطق الراديو بكلمة "حليم". طفولة قاسية صنعت نجمًا حساسًا لم تكن بدايات عبد الحليم سهلة، فقد تُوفيت والدته بعد أيام قليلة من ولادته، ولحق بها والده بعد سنوات قليلة، ليكبر يتيمًا في كنف خاله. هذه الطفولة القاسية تركت أثرها العميق في وجدانه، فانعكست مشاعره المرهفة في صوته وأغانيه، وغذّت حساسيته الفنية. تعلّم في معهد الموسيقى العربية، حيث التقى بالموسيقار كمال الطويل، الذي أصبح شريك نجاحه فيما بعد. بزوغ النجم: من عبد الحليم شبانة إلى العندليب بدأ عبد الحليم مشواره كمغنٍ عادي يُعيد أداء الأغاني القديمة، حتى جاءت فرصته الكبرى عام 1952 حين غنّى أغنية "صافيني مرة"، التي لم تُقابل بحفاوة في البداية، إلا أن إصراره على تقديم لون غنائي جديد، يمزج بين العاطفة والكلمة الحيّة واللحن المعاصر، جعله يفتح الباب أمام جيل جديد من الفن، ويتحول سريعًا إلى ظاهرة فنية. ثنائيات صنعت المجد لا يُمكن الحديث عن عبد الحليم دون ذكر الثلاثي الذهبي: الشاعر مرسي جميل عزيز، والملحن محمد الموجي، والموسيقار بليغ حمدي.. كما شكّل شراكة أسطورية مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي تبناه فنيًا، ومنحه اسم "عبد الحليم حافظ". وقدّم معهم باقة من أجمل الأغاني التي لامست القلوب مثل "أهواك"، "جانا الهوى"، و"أي دمعة حزن لا". صوت الثورة والحب لم يكن عبد الحليم مطرب حب فقط، بل كان صوتًا للوطن في لحظات النصر والانكسار. غنّى للثورة والحرية بـ"إحنا الشعب"، و"صورة"، و"عدى النهار"، ورافق المصريين في نكسة 1967 وحتى نصر أكتوبر 1973 بأغانٍ خلدها التاريخ، كـ"أحلف بسماها" و"البندقية اتكلمت". ألم الجسد وأمل الروح عانى عبد الحليم من مرض البلهارسيا منذ صغره، ما أدى إلى مضاعفات خطيرة في الكبد لاحقًا. وعلى الرغم معاناته الصحية الطويلة، لم يتوقف عن الغناء والسفر والعطاء حتى آخر أيامه. وافته المنية في 30 مارس 1977 بلندن عن عمر ناهز 47 عامًا، فعمّ الحزن أرجاء الوطن العربي. إرث خالد لا يُنسى لا تزال أغاني العندليب حيّة تُرددها الأجيال جيلاً بعد جيل. صوته، حضوره، كلماته، وحتى أحزانه، أصبحت جزءًا من الوجدان العربي. عبد الحليم لم يكن مجرد مطرب، بل كان حالة إنسانية وفنية فريدة لا تتكرر. وفي ذكرى ميلاده، نقف إجلالًا لصوتٍ لم يُنسِه الزمن، لعاشقٍ غنّى للحب كما لم يغنِ أحد، ولرمزٍ سيبقى خالدًا في ذاكرة العرب ما دام الفن ينبض بالحياة
كتب بقلم
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

احدث التعليقات

الأكثر قراءة